بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
السَّلَامَ عَلَيْكُمْ
عزيزي القارئ رغبتي الجدية هو ان نسلم نفوسنا الى الله بصورة كاملة. ونتمنى محبته الرحمية وحكمته التي تنزل علينا هذا اليوم حيث ندرس موضوع “حبل الرجاء”. ماهو حبل الرجاء؟
“ رجل سقط في البحر”
اكثرنا قد سمعنا بقصص عن بحارين او ركاب سفينة كبيرة او صغيرة في البحر او النهر. وكيف يحدث في مرات عديدة ان عاصفة ورياح شديدة تدفع السفينة من جهة الى جهة وتسبب بصورة فجائية ان واحد من الركاب بدون علمه يقع في البحر. وبسرعة بقية ركاب السفينة او البحارين يصرخون “ رجل سقط في البحر” . وبسرعة يرموا له حبل في البحر. اذا الرجل يعرف كيف يسبح فيستطيع بواسطة الحبل ان ينجي من الغرق ولكن اذا لايعرف السبح فهوا اذاً يحتاج مساعدة وعادةً شخص ثاني يرمي نفسه الى المياه مع الحبل وينجيه. وطبعاً هذا الرجل بشكرة يستلم الحبل ويخلص من الغرق.
وفي نفس الصورة كوكبنا الذي نسميه الارض سقط عن بقية ملايين الكواكب، حتى المجرة الفضائية قد ضلة طريقها عن بقية خليقة الله. ادم وحواء أخطاء بفجائة في جنة عدن. وبسبب خطيتهم انفصلت هذه الارض الصغيرة عن خليقة الله بسبب خدعة الشيطان. ووقعت كما وقع الراكب من السفينة.
لان الله وهبنا حرية الاختيار ، فنحنُ الان واقعين في بحر الظلام ونسبح في مياه الشر في الارض ونحاول بكل قوتنا ان ننجي نفوسنا من هذا العذاب والظلام حيث نواجه الصعوبات والتجارب، والاغراء ومشاكل الحياة التي حولنا. الى اي جهة ندير نفوسنا لكي نجد المساعدة حتى لانغرق في مياه الحياة؟
هل هناك رجاء للخلاص لكل واحد منا؟
في القرآن الكريم يقول لنا شيء خاص وهو الاعتصام بحبل الله ( الممتد لنا) “ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”. سورة ال عمران ١٠٣.
اليوم، نشكر الله على نعمته، لاننا نخلص بنعمته! وهي تغير جميل ان الله مد”حبل الرجاء” نحن كنا اعداء الله ولكن الان آخوان. ماهي كلمة الله في الانجيل التي تشجعنا؟
الله يرسل هدية
قال في سورة مريم ١٩” قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا”.بواسطة هدية الله اصبح التصالح ممكنناً. رومية ٥: ١٠ “ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ”!
في افسس ٢: ٨ نقراء” لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ”. وفي ٢كورنثوس ٥: ١٩” أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ”.
من هو حبل الرجاء؟ لااحد الا عيسى المسيح، هو الحبل الذي نزل لكل واحد منا. هذا هو الهدية من السماء الى الارض. ولو بشكر نتمسك بهذا “الحبل”.
عيسى المسيح هو الحبل الذي تمدد لنا. فهو غمس نفسه في مياه الثلج في الارض الملعونة بالخطيئة. ولو انه كان واحد مع الله (يوحنا ١٠: ٣٠) وهو كلمة الله سورة ال عمران ٣٩، ٤٥، فقد ذاق الشقاء العميق الذي نمر به، وتعلم تأثير التجارب التي نعرفها جيداً.
فقد اصبح الوسيلة من الله ومن كل السماء ليجلبنا الى الامان مرة ثانية. في بيتنا الاول في جنة عدن آبائنا الاولين الذين سقطوا ونحن تابعين طريقهم المظل. لابد من احد آن يآخذنا الى الامان! ولهذا عيسى هو الوحيد الذي جاء الى عالمنا الخطاء المنحط لكي يخلصنا من الموت.
السلم من الارض الى السماء
يمكن ان نقارن عيسى المسيح بالسلم. اذا لنا الرغبة لصعود الى السماء التي تبعد مسافة كبيرة عنا. وفوق كل اسلوب طبيعي، يجب ان يكون لنا سلم. هذا السلم يجب ان يصل الارض بالسماء. اقراءهذه القصة الحقيقة التي حدثت في وقت ماضي.
في ليلة من الليالي سمع صراخ في شوارع مدينة ليفربول في انكلترا. حريق، حريق كان الصراخ! فطبعاً الناس اجتمعوا قريب من مسكن للرجال البحرية الذي كان يحترق وراؤا اللهاب النار تخرج من النوافذ السفلى.
وحينما كان الناس ينظرون على الحريق لاحظوا رجال يخرجون من نافذة في اعلى طابق. وفجآة ركض رجل بسرعة وآخذ سلم طويل ووضعه على البناية، ولكن السلم لم يصل الى النافذة لانه كان قصير.
ماذا يفعلون؟ وفجآةً رجل من الواقفين ركض وصعد السلم الى اعلى درجة وضبط حافة النافذة بيده القوية وصرخ “ بسرعة يارجال امشوا على جسمي الى السلم وانزلوا!” واحد بواحد من رجال البحرية هربوا من الحريق وساروا بسرعة فوق جسمه الى ان وصلوا الى السلم ونزلوا الى الامان.
ولكن بسبب شجاعة هذا الرجل جاء الخلاص للرجال من حريق البناية، ولكن النار حرقة وجهه وشعره واصابعه ولكن على الرغم من ذلك فآنه خلص الرجال من الحريق.
السلم قد وصل الى اعلى درجة ولكن قبل ان ينجي هؤلاء الرجال ، كان هناك الحاجة لتطويل السلم بطول رجل. فعندما جاء ليخلصنا من هذه الارض، السماء وهبة كل الموارد السماوية للخلاصنا ولكن كان هناك الحاجة الى تممدد الموارد بطول انسان : هذا الانسان هو عيسى المسيح الذي يقول الانجيل عنه آبن الانسان.
لوقا ١٩: ١٠” لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».
متى ٢٠: ٢٨”كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
عندما يرجع عيسي المسيح فسوف يرجع كأبن الانسان. رؤيا ١٤: ١٤” ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ”.
وكذلك، صلاتنا ودعواتنا واعمالنا الصالحة والزكاة يكشفوا عن تصاميمنا او اقصدنا الحسنة ولكنهم قصيرين لتوصيلنا الى السماء بدون طول رجل… وهذا الرجل هو عيسى المسيح. هو اتصالنا مع السماء لانه جاء من السماء. الكتب المقدسة تقول في كلوسي ١: ٢٧” الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ”.
زكاء عيسى المسيح
ماهو الشيء الذي يجعله متميز؟ القرآن الكريم يقول عنه ان روح القدس كانت عليه.
سورة البقرة ٨٧” وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ”.
متى ٣: ١٦” فَلَمَّا اعْتَمَدَ( اغتسل) يَسُوعُ (عيسى) صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ،…
عيسى المسيح هو روح الله.. فهو لاكان انسان فقط ولد من آمرآة بل كان زكياً وبراً. كل انسان ولد من امرآة كان قد ولد بفساد. منذ خطيئة آدم، كل البشر لهم طبيعة خاطئة. هذا يعني انهم منفصلين عن الله. ولكن ليس هكذا مع عيسى المسيح لان ولادته كانت من الله. فهوا قد ولد ولادة خاصة ، زكياً وبراً. في كل الكتب المقدسة لايوجد اي انسان قد ولد بنفس الصورة. في الحقيقة هو يعتبر ادم الثاني. واكثر من ذلك هو حبل الرجاء مخلصنا من هذا العالم الخاطئ. لانه طاهر فهو يستطيع ان يمد يده من السماء ويمسك يدنا ولانه انسان يستطيع ان يآخذ يد الانسان لانه من السماء فهو يستطيع ان يوحدنا مع السماء. في ١ تيموثاوس ٤: ١٠ “ لأَنَّنَا لِهذَا نَتْعَبُ وَنُعَيَّرُ، لأَنَّنَا قَدْ أَلْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى اللهِ الْحَيِّ، الَّذِي هُوَ (عيسى المسيح) مُخَلِّصُ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلاَ سِيَّمَا الْمُؤْمِنِينَ”.
عزيزي صديق الله، في يوم من الايام لهيب النار سوف يحرق هذه الارض، ولكن لايلزم ان نكون في السنة النار. هذه النار سوف تحرق بصورة كاملة كل الخطيئة والخطات الذين لم يسعوا الى حبل الرجاء. هذه هي فرصتنا للهروب من النار ونخلص من الارض. هل تسمح لله بواسطة عيسى المسيح ان يمد لك حبل الرجاء؟ وهل بفرح تآخذ هذا الحبل النازل من السماء؟
نحن ايظاً نستطيع ان نقول “ يالله نجنا فننا نهلك” متى ٨: ٢٥، فهوا يسمع الى هذا الصوت وسوف يجواب بمحبته ويعطي عيسى المسيح لنا. في سورة ال عمران ١٠٣” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ “. ولا تتركوه… فهل من الغريب ان عيسى المسيح قد ذكر في القرآن الكريم ٩٠ مرة؟
اليوم، نطلب من الله ان يعطيك سلامهُ الابدي.
¢
آذا ترغب معلومات او اذا عندك سؤال اتصل معنا: